هي ليست امرأة، بل ذاكرة مدينة…
تمشي بردائها الأحمر بين القصص والوجوه،
تكتب حين يعجز الصوت، وتسمع ما لا يُقال
رسالة الأسبوع
رسالة من قارئة
أشعر أني فقدت نفسي بين كل الأدوار التي أعيشها.
ابنة، أم، زوجة، موظفة، صديقة…
وكل مرة أحاول أكون الأفضل فيهم كلّهم،
أرجع وأنام وأنا منهكة، بلا طاقة، وكأن ما فيّ أحد اسمه أنا.
كيف أرجع لنفسي بدون ما أظلم الناس اللي حولي؟"
ردّ صاحبة الرداء الأحمر
"أنتِ لم تفقدي نفسك… أنتِ فقط بعثرتِها على أكثر من يد.
كل دور أخذ قطعة، ولم تتركي لكِ قطعة واحدة لتتنفسي منها.
العودة للنفس لا تبدأ بالابتعاد عن الناس، بل بالاقتراب من ذاتك.
خصّصي مساحة صغيرة لا تشبه أحدًا، لا تُطلب منك ولا تُحاسبين عليها.
مساحة فيها فوضاك، دفترك، قهوتك، أو حتى صمتك.
هناك فقط، تتذكّرين أن الحياة لا تُعاش في أدوار، بل في لحظات صدق مع نفسك.
وحين تصالحين هذه اللحظات، يعود كل شيء إلى مكانه… حتى أنتِ
بعد أن نام طفلي، جلستُ على الأرض أراقب أنفاسه.
شعرت بالامتنان، والخوف، والوحدة في لحظة واحدة.
كأن الأمومة ليست حضنًا فقط، بل امتحانًا بين الحنان والتعب
ردّ صاحبة الرداء الأحمر
الأمومة لا تكتمل حين ينام الطفل، بل حين تسمحين لقلبك أن يستريح معه.
لا تبحثي عن التوازن… فهو لا يأتي.
ما يأتي هو الرضا الصغير الذي يقول لك: فعلتِ ما بوسعكِ، وهذا كافٍ
رَحل منذ عام، لكن رائحة عطره لم تغادر وسادتي.
كلما حاولتُ ترتيب المكان، تهاوى قلبي على الذاكرة.
ردّ صاحبة الرداء الأحمر
لا تنظّفي الغرفة من العطر، نظّفي قلبك من التوقّع.
لأن الحبّ لا يرحل بالرائحة، بل بالقبول.
وحين تقبلين أن بعض الروائح كانت دروسًا،
تُصبحين أنقى مما كنتِ وأجمل مما كنتِ له.
كنتُ أنتظر مكالمته لأقول له أخيرًا: تعبت.
لكنه لم يتصل.
ومن يومها وأنا أفتح الهاتف كمن يفتّش في الصمت.
ردّ صاحبة الرداء الأحمر
الذين ننتظرهم ليُنقذونا من التعب، غالبًا هم السبب الأول له.
حين لا يأتي صوتُه، لا تبحثي عنه في الهاتف…
بل فيكِ. هناك ما زال صداكِ قادرًا أن يُعيدك إلى الحياة.