«FASHION POLICE» أفضل إطلالات النجمات على السجادة الحمراء في اليوم الأوّل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

شهد اليوم الأوّل من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين طابعاً بصرياً متوازناً بين الفخامة الكلاسيكية واللمسات العصرية الهادئة؛ وكأن النجمات هذا العام يقدّمن رسالة واحدة على السجادة الحمراء:

«أنا متألّقة… لكن بلا مبالغة».

سيطر على إطلالات الافتتاح ثلاثة اتجاهات أساسية:

الأحمر الملكي درجات الأحمر العميق المرصّع بالكريستال ظهرت في أكثر من فستان، مع قصّات ملتفّة حول الصدر والخصر تعيد رسم شكل الساعة الرملية وتمنح صاحبتها حضوراً احتفالياً واضحاً. الأسود اللامع الشفّاف وهو الامتداد العربي لموجة “الإغراء الهادئ” التي شاهدناها هذا الموسم على منصّات العروض العالمية: أقمشة شفّافة مدروسة، وتطريزات دقيقة تعكس الضوء من دون أن تتحوّل الإطلالة إلى استعراض مبالغ فيه. الدرجات الكريمية والبيضاء الهادئة فساتين بلون العاج والزهري الفاتح مع تفاصيل فضية أو مرصّعة، منحت السجادة الحمراء لحظات من النقاء والهدوء، وكأنها توازن بصري أمام قوة الأحمر والأسود.

لماذا اتجهت النجمات إلى هذا النمط المتوازن؟

العودة إلى الكلاسيكية الآمنة بعد مواسم من التجريب والقصّات الغريبة، يبدو أنّ كثيراً من النجمات فضّلن هذا العام إطلالات لا يحدّها الزمن؛ فستان يمكن العودة إليه في الصور بعد سنوات من دون أن يبدو خارج السياق. تأثّر مباشر بعروض الأزياء العالمية أسابيع الموضة الأخيرة في باريس ولندن قدّمت وفرة من الفساتين الملتفّة (Draped) والكابات الشفافة والقصّات الضيّقة عند الخصر. انعكس هذا التأثير بوضوح على السجادة الحمراء في القاهرة، ولكن بلمسة شرق أوسطية أكثر دفئاً. البحث عن توازن بين الجرأة والوقار أغلب الإطلالات بُنيت على قاعدة واحدة: إمّا لون قوي وقصّة بسيطة، أو قصّة نحتية لافتة بلون هادئ. مع الاكتفاء بقطعة مجوهرات واحدة بارزة ومكياج غير متكلّف، ما خلق حالة من «الموضة المتوازنة» التي لا تصطدم بالعين بل تجذبها بهدوء.

أفضل الإطلالات في اليوم الأوّل – قراءة على طريقة «فاشن بوليس»

ميس حمدان – المخمل الأسود بلمسة هندسية.

ظهرت ميس حمدان بفستان مخملي أسود مفعم بالفخامة، يعتمد على قصّة مستقيمة تُبرز القوام، مع تفصيلة فضية هندسية عند الصدر أضافت وهجاً محسوباً دون مبالغة. النظارات الصغيرة والشعر القصير المبلّل منحت الإطلالة طابعاً عصرياً حادّاً، بينما حافظت الخامة الداكنة على أناقة كلاسيكية واضحة.

ملاحظة: كان يمكن الاستغناء عن النظارات في بعض اللقطات لإبراز جمال التفاصيل العلوية أكثر، لكن حضور ميس الواثق جعلها جزءاً من هوية الإطلالة.

داليا البحيري – الأحمر الملكي بلمعة افتتاحية.

اختارت داليا البحيري فستاناً أحمر مرصّعاً بالكريستال بتصميم يلتف حول الصدر والخصر، مع ذيل واسع يمنح الإطلالة فخامة احتفالية واضحة. الدمج بين التطريز الكثيف والخامة الناعمة قدّم حضوراً قوياً يليق بافتتاح مهرجان كبير، فيما أضاف الشعر المموّج والمجوهرات الهادئة لمسة توازن جميلة.

ملاحظة: كان يمكن تخفيف عرض القماشة الجانبية قليلاً لجعل الحركة أكثر انسيابية، لكن قوة اللون وقصّة الفستان حافظتا على جاذبية الإطلالة بشكل لافت.

ليلى علوي – الأبيض المرصّع والكاب الأسود… كلاسيكية بفخامة هادئة.

تألّقت ليلى علوي بفستان أبيض مرصّع بالكامل بحبيبات اللؤلؤ والخرز، بتصميم مستقيم يمنح القوام طولاً وأناقة. يرافق الفستان كاب أسود حريري أضاف عمقاً بصرياً واضحاً، وجعل الإطلالة تبدو أكثر رسمية وهيبة على السجادة الحمراء. اختارت ليلى مجوهرات رقيقة ومكياجاً دافئاً مع شفاه حمراء كلاسيكية، ما عزّز حضورها الأنثوي بلا مبالغة.

ملاحظة: لو كان طول الكاب أقصر بقليل أو أكثر انسيابية، لظهرت الحركة أسهل وأخف، لكن قوة التطريز وأناقة اللونين الأبيض والأسود جعلتا الإطلالة من أكثر اللحظات الراقية في افتتاح المهرجان.

يسرا – الأسود اللامع والكاب الشفّاف… حضور يليق بـ«سيدة السجادة الحمراء».

ظهرت يسرا بفستان أسود لامع بتدرجات ترتر دقيقة مرسومة بخطوط مائلة تمنح القوام رشاقة وانسيابية. التصميم مكشوف الأكتاف مع أكمام شفّافة تنسدل ككاب طويل، ما أضفى على الإطلالة مسحة درامية راقية تُذكّرنا بأسلوب هوليوود الكلاسيكي.

اختارت يسرا مجوهرات بارزة باللونين الأخضر والذهبي، إضافة جريئة لكنها منحت الإطلالة ثراءً بصرياً وتوازناً مع الأسود اللامع. تسريحة الشعر المموّجة والمكياج الدافئ عزّزا حضورها الأيقوني الذي تتميّز به دائماً في المهرجانات.

درة زروق – أناقة مستقبلية بلمسة هوليوودية.

اختارت درّة زروق فستانًا عاجيًا بتصميم هندسي عند الأكتاف، يمنح الإطلالة طابعًا مستقبليًا راقيًا دون أن يفقد أنوثته. التفاصيل المطرّزة على الخصر أضافت تركيزًا بصريًا ذكيًا وحوّلت الفستان إلى قطعة فنية. القفازات اللامعة كانت خطوة جريئة أعطت الإطلالة لمسة «ريد كاربت» كلاسيكية مع نكهة عصرية.

تسريحة الشعر المرفوع والمكياج المحدّد حول العينين عزّزا الحدة التي تحملها الإطلالة، بينما حافظ العقد الناعم على توازن المشهد دون مبالغة.

سلمى أبو ضيف – الأسود الملكي مع ياقة مُرصّعة تخطف الأنظار.

اعتمدت سلمى أبو ضيف فستانًا أسود بسيط القصّة لكن غنيًا بالتفاصيل في أعلى الياقة، حيث تزيّنت المنطقة بحبيبات اللؤلؤ والكريستال بطريقة تحوّلها إلى قطعة مجوهرات مدمجة داخل التصميم نفسه. هذا التوازن بين البساطة والثراء أعطى الإطلالة طابعًا ملكيًا واضحًا دون أي مبالغة.

اختارت سلمى تسريحة شعر مرفوعة ومكياجًا لامعًا بنعومة، ما سمح للياقة الفاخرة أن تكون مركز الاهتمام. الأساور الفضية كانت لمسة خفيفة تعزّز الإطلالة دون أن تزاحم التفاصيل الأساسية.

صبا مبارك – أزرق ملكي بدرامية أنيقة وشقّ يخدم القوّة.

تألّقت صبا مبارك بفستان أزرق ملكي لامع بقصّة كتف واحد، وهي من أكثر القصّات التي تناسب حضورها القوي على السجادة الحمراء. جاءت الدرابيات عند الخصر والصدر لتمنح الفستان حياة وحركة، فيما لعب الشقّ الأمامي العالي دورًا مزدوجًا: أنثوي وجريء، لكنه ظلّ محافظًا على أناقة متوازنة.

اختارت صبا تسريحة مرفوعة مع غرة خفيفة، وهي خطوة ذكية لأن اللون القوي للفستان يحتاج لوجه مفتوح يخفّف من حدّته. الأحذية السوداء الرفيعة كانت خيارًا موفقًا لمنافسة الفستان دون أن تسحب الانتباه.

ياسمينا العبد – الأحمر الخمري بتقنية الـ Draping… جرأة راقية بأصغر التفاصيل.

ظهرت ياسمينا العبد بإطلالة لافتة في فستان أحمر خمري مصنوع بتقنية الـ Draping الدقيقة، حيث التفّ القماش حول الجسم بانسيابية خلقت حركة ناعمة على السجادة الحمراء. قصّة الكتف الواحد مع الذيل الطويل أضافت بُعدًا دراميًا أنيقًا، يتجاوز عمرها الشاب ويمنحها حضورًا ناضجًا من دون فقدان براءتها.

الشقّ الجانبي الهادئ جاء بلمسة مدروسة ليوازن بين الجرأة والنعومة، فيما كان اختيار الحقيبة الصغيرة بدرجة لونية مماثلة خطوة ذكية تُظهر وعيًا بصريًا واضحًا. المكياج الخفيف وتصفيفة الشعر الناعمة سمحا للفستان أن يكون البطل الأساسي في الإطلالة.

في الختام: ما ميّز هذا العام أن كل نجمة لم تعتمد الفستان كقطعة جمالية فحسب، بل كوسيلة للتعبير عن شخصية كاملة: قوة، نضج، نعومة، أو حتى روح مغامرة. وبذلك تحوّل اليوم الأوّل إلى لوحة واسعة من الأساليب التي تعكس تطوّر الموضة في المنطقة، وارتفاع معايير الظهور على السجادة الحمراء.

وهكذا، لم يكن الافتتاح احتفالًا بالسينما فقط، بل احتفالًا بالمرأة العربية التي تعرف تمامًا كيف توازن بين الأناقة والحضور… وتترك بصمتها الخاصة في كل خطوة

شارك المقال
Scroll to Top