نهاية حقبة : كيف غيّر أوليفييه روستينغ دفّة علامـة بالمان بعد 14 عاماً

في الخامس من نوفمبر 2025، أعلنت دار الأزياء الفرنسية بالمان رسمياً رحيل أوليفييه روستينغ عن منصب المدير الإبداعي بعد 14 عاماً كاملة في قيادة الدار. 

تلك ليست مجرد تغيّرة في الإدارة الإبداعية، بل نهاية حقبة صنعت علامة بالمان الحديثة ودهرت بصوتها الخاص في حلبة الموضة العالمية.

بدايات مبكرة وتحويل العلامة

ولد روستينغ في بوردو عام 1985، وتبنّاه والداه، ونشأ في بيئة لم تكن تعكس بالضرورة ملامح صناعة الأزياء الباريسية التقليدية. 

انضم إلى بالمان في 2009، ثم تولى منصب المدير الإبداعي في 26 أبريل 2011 بعمر 25 عاماً، ليصبح واحداً من أصغر من يقود دار أزياء كبرى في باريس. 

منذ ذلك الحين، قاد العلامة إلى عصر جديد: من التعاون مع مشاهير عالميين، إلى تأسيس مجتمع مصغّر سماه «Balmain Army»، واعتماد وسائل التواصل كأرضية للهوية والتسويق. 

تأثيره وسمته البصرية

روستينغ جلب لبالمان لغة تصميم جريئة: أكتاف واسعة، طيات معدّلة، لمعة، وشخصيات تحمل الأناقة كبيان وليس فقط لباس. قدرت العلامة أن تتحول من دار تضمّن الإيليت إلى ظاهرة شبابية ترسمها النجوم ووسائل التواصل. 

كما أنَّ خلفيته كأبيض البشرة متبنّى لرجل وامرأة من أصل إفريقي (أمه صومالية، وأبوه إثيوبي) وشرعيته في اللوحة البصرية، جعلت منه رمزاً للتنوّع في صناعة كانت إلى وقت قريب تتحاشى هذا النوع من التمثيل. 

لماذا الآن؟ ولماذا الرحيل؟

الخبر جاء بعد فترة من التغييرات الهيكلية في الدار: تغيّر الرئاسة التنفيذية، تغيّر الإستراتيجية التسويقية، وتركيز جديد داخل مجموعة “Mayhoola” المالكة لبالمان. 

الدار نفسها قالت إنّ «فريقاً جديداً سيُعلن عنه في الوقت المناسب» مما يعني أن المرحلة القادمة قد تتضمّن إعادة تشكيل بصري أو تركيز مختلف. 

من جهته، كتب روستينغ: «ما أنهيته كان قصة حب، حياة… سأحتفظ بهذا الوقت الثمين قريباً من قلبي». 

ماذا تبقى وما المتوقّع للمستقبل؟

للعلامة بالمان: تواجه اختباراً حقيقياً للحفاظ على الزخم الذي بناه روستينغ، وفي نفس الوقت استكشاف هوية ما بعد “Balmain Army”. لروستينغ: رحيله يفتح تساؤلات حول الخطوة التالية: ربما تأسيس علامته الخاصة، أو دخول صناعة الترفيه والوسائط كما بدأ يظهر من سنوات.  لصناعة الموضة: تشير هذه الخطوة إلى تحوّلات أعمق — كيف أن دور مدير الإبداعي لم يعد فقط تصميم، بل قيادة ثقافية رقمية كاملة. 

خلاصة:

حين يغادر مصمم ترك بصمة ذهبيّة على جدار تاريخ دار كبرى، لا نودّع شخصاً فقط، بل فترة. في حالة أوليفييه روستينغ وبالمان، نودّع حقبة ميزتها البريق الاستعراضي، النجومية، والتحول الرقمي. ما سيأتي ليس معروفاً بعد، لكن المؤكّد أن الشارع المهووس بالأسلوب سيتابع عن كثب… فهل تستمر الثورة، أم تبدأ حقبة أكثر صمتاً وتركيزاً؟ في كل الأحوال، انتهت «حقبة روستينغ» بكل ما حملته من ألوان، ولمعان، ونجوم.

شارك المقال
Scroll to Top