في السنوات الأخيرة، عاد ماء الأرز إلى الواجهة كأحد أكثر الطقوس الجمالية تداولًا، بعد أن ظل لقرون جزءًا من عناية النساء ببشرتهن في ثقافات آسيوية وعربية متعددة. هذا السائل البسيط، الناتج عن نقع أو غلي الأرز، تحوّل من وصفة منزلية تقليدية إلى مكوّن حاضر في منتجات العناية الحديثة، ما يطرح سؤالًا مشروعًا: ما الذي يقدّمه ماء الأرز فعلًا للبشرة؟
ما هو ماء الأرز؟
ماء الأرز هو السائل الذي ينتج عن نقع الأرز أو غليه، ويحتوي على مجموعة من المركبات الطبيعية مثل:
النشويات الأحماض الأمينية فيتامينات من مجموعة B معادن ومضادات أكسدة خفيفة
هذه العناصر تجعل منه مستحضرًا لطيفًا يُستخدم موضعيًا، خصوصًا في روتينات العناية الطبيعية.
فوائده الجمالية المحتملة؛
يُستخدم ماء الأرز في العناية بالبشرة لعدة أسباب، أبرزها:
إضفاء إشراقة مؤقتة على البشرة ومنحها مظهرًا ناعمًا ومشدودًا. تهدئة الجلد وتقليل الإحساس بالاحمرار أو التهيّج، خصوصًا للبشرة المرهقة. المساعدة على تحسين مظهر المسام بفضل تأثيره القابض الخفيف. توحيد مظهر البشرة مع الاستخدام المنتظم، دون تغيير لونها الطبيعي.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الفوائد تتعلّق بالمظهر الخارجي للبشرة ولا تُعد علاجًا طبيًا لحالات جلدية.
هل تجميد ماء الأرز يزيد من فعاليته؟
انتشر مؤخرًا استخدام مكعبات ماء الأرز المجمّد، حيث يُعتقد أن البرودة:
تنشّط الدورة الدموية السطحية تقلّل الانتفاخ تمنح إحساسًا فوريًا بالانتعاش
هذا التأثير يعود في جزء كبير منه إلى البرودة نفسها، وليس إلى تغيير كيميائي في مكونات ماء الأرز، ما يجعله خيارًا منعشًا أكثر منه علاجًا فعليًا.
الطريقة الآمنة للاستخدام؛
للاستفادة من ماء الأرز دون الإضرار بالبشرة، يُنصح بـ:
تحضيره طازجًا أو حفظه في الثلاجة لمدة لا تتجاوز 24–48 ساعة. اختباره على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام المنتظم. استخدامه من 2 إلى 3 مرات أسبوعيًا، وليس يوميًا للبشرات الحساسة. تجنّب استخدامه على البشرة المتهيّجة أو المتشققة.
ما الذي يجب الانتباه له؟
رغم طبيعته البسيطة، إلا أن الإفراط في استخدام ماء الأرز قد يؤدي إلى:
جفاف البشرة عند بعض الأشخاص انسداد المسام إذا لم يُغسل الوجه جيدًا بعده تهيّج خفيف للبشرات الحساسة
لذلك، يُفضّل التعامل معه كعنصر مكمّل للعناية بالبشرة، لا كبديل عن الروتين الأساسي أو المستحضرات الطبية.
خلاصة
ماء الأرز ليس سرًا سحريًا، لكنه طقس جمالي قديم يعود اليوم بروح جديدة. استخدامه الواعي قد يمنح البشرة إشراقة مؤقتة وملمسًا ناعمًا، خاصة عند إدراجه ضمن روتين متوازن يعتمد على التنظيف، الترطيب، والحماية اليومية.
في عالم الجمال، البساطة أحيانًا تكون إضافة جميلة… حين نعرف حدودها.









