بينك وبين الكتاب… حكاية لا تنتهي
تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، يفتح معرض الشارقة الدولي للكتاب أبوابه هذا العام ليُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والقراءة. المعرض، الذي يحتضنه مركز إكسبو الشارقة من 5 إلى 16 نوفمبر 2025، لم يعد مجرّد منصة للناشرين، بل تجربة حياتية متكاملة تحتفي بالفكر والإبداع والذوق الرفيع.
في زمنٍ تتسارع فيه الشاشات، تذكّر الشارقة العالم بأنّ الورق لا يزال حيًا — وأنّ قراءة كتابٍ جميل قد تكون الرفاهية الأعمق في عصرٍ مزدحم بالضجيج الرقمي.
أرقام تُلخّص المشهد العالمي.
هذا العام، يشارك في المعرض أكثر من 2,350 ناشرًا من 118 دولة، إلى جانب 250 كاتبًا ومبدعًا من 66 جنسية، في أكثر من 1,200 فعالية تجمع الفكر والفن والأدب والذوق العام.
الحدث أصبح اليوم واحدًا من أكبر ثلاثة معارض كتب في العالم، ويُعد بوابة رئيسية للحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وبين الكلمة والصورة، والفكر والسلوك اليومي.
ما وراء الكتب: ثقافة، ذوق، وتفاصيل الحياة.
ما يميز معرض الشارقة للكتاب ليس فقط كثافة الحضور أو عدد الإصدارات، بل تنوّع التجارب التي يقدمها للزوار:
ركن الطهي (Cooking Corner): حيث تلتقي الكتب مع نكهات المطبخ العالمي، ويشارك فيه طهاة من مختلف الدول لتقديم عروضٍ حية. ركن الأطفال: الذي يُعيد تعريف القراءة كلعبة ودهشة، ويغرس حب المعرفة في الأجيال الصغيرة. المهرجان التشويقي (Thriller Festival): من 8 إلى 11 نوفمبر، يجمع أكثر من 13 كاتبًا عالميًا في أدب الجريمة والتشويق — لتعيش الكتب نبض السينما على الورق.
كل زاويةٍ في المعرض تمثل رحلةً مختلفة: من رائحة الورق، إلى وقع الحوارات الثقافية، إلى الألوان الهادئة التي تملأ الممرات — كلها تصنع تجربةً حسية تليق بمدينـةٍ تؤمن أن الجمال والمعرفة وجهان لعملةٍ واحدة.
الشارقة… حين تصبح مدينةً تُقرأ.
لم تعد الشارقة مجرّد عاصمةٍ للثقافة العربية، بل أصبحت أيقونةً عالميةً للقراءة. منذ حصولها على لقب “عاصمة عالمية للكتاب” من اليونسكو عام 2019، واصلت الإمارة ترسيخ حضورها في المشهد الثقافي العالمي كمكانٍ يحتفي بالكلمة ويمنحها حياةً تمتد إلى كل بيتٍ وكل طفلٍ وكل فكرة.
خاتمة: المعرض كمرآةٍ للهوية.
في كل عام، يثبت معرض الشارقة الدولي للكتاب أن الثقافة ليست حدثًا موسميًا، بل أسلوب حياة.
إنه المكان الذي تتقاطع فيه القصص الإنسانية، حيث تلتقي روايات الكتّاب بمشاعر القرّاء، وحيث تتحوّل القراءة من هوايةٍ إلى حالةٍ من الحضور والتوازن والدهشة.
في زحمة الأحداث، يبقى الكتاب هو المساحة التي نعود إليها لنتذكّر من نكون.
— زوين









