في زمن تتسارع فيه صناعة الترفيه وتبحث السينما العربية عن أعمال تحمل قيمة فنية حقيقية، يأتي فيلم «الست» ليضع نفسه في مركز الضوء قبل صدوره. العمل، الذي تتجسّد فيه سيرة أم كلثوم — واحدة من أهم الأصوات في التاريخ العربي — ليس مجرد محاولة لاستعادة أيقونة، بل قراءة جديدة تُعيد صياغة الأسطورة من الداخل.
منى زكي… دخول مدروس إلى شخصية لا تُمس.
اختيار منى زكي لتجسيد أم كلثوم لم يكن قرارًا عابرًا. منى تملك حضورًا هادئًا وقدرة على بناء شخصية معقّدة دون مبالغة.
الفيلم لا يقدّم أم كلثوم “الأيقونة” فقط، بل المرأة التي صنعت نفسها في مجتمع صعب… وهذا أحد أسباب نجاح الاختيار.
مروان حامد × أحمد مراد… ثنائي يعيد تعريف السينما المصرية
الفيلم يحمل توقيع اثنين من أهم الأسماء في السينما المصرية اليوم:
تأليف: أحمد مراد إخراج: مروان حامد
هذا الثنائي اشتهر بقدرته على خلق عوالم سينمائية عميقة:
ضوء، موسيقى، رمزية، وتأويلات تفتح أبوابًا جديدة للفهم.
«الست» بهذا المعنى ليس فيلم سيرة ذاتية تقليدي؛
إنه فيلم عن الذاكرة، عن الفن، وعن الثبات أمام الزمن.
فريق تمثيل استثنائي… كل اسم وراءه تاريخ.
يضم الفيلم قائمة مذهلة من نجوم الصف الأول:
أحمد داود تامر نبيل سيد رجب أمينة خليل نيللي كريم أحمد حلمي (ضيف شرف) نبيل عيسى تامر محسن (ضيف شرف) أحمد مالك عائشة حلمي كريم صالح كريم عبدالعزيز
وجود هذه الأسماء كلها داخل إطار واحد يضع «الست» ضمن أضخم الأعمال العربية إنتاجًا في 2025.
العرض العالمي الأول في مراكش… السينما تحتفي بالأسطورة
اختار صنّاع «الست» أن تكون انطلاقة الفيلم من مهرجان مراكش السينمائي، أحد أهم المهرجانات في المنطقة.
عرض الفيلم هناك بين 28 نوفمبر و6 ديسمبر 2025، في خطوة تضعه مباشرة في دائرة النقد العالمي.
الاختيار لم يكن صدفة:
مراكش مهرجان يهتم بالأعمال الفنية العميقة، ويمنحها مساحة للقراءة والتحليل.
ما الذي يعدنا به الفيلم؟
كل ما ظهر حتى الآن يشير إلى فيلم يحاول:
كشف الحياة الشخصية لأم كلثوم تفكيك علاقتها بالموسيقى فهم “صناعة الأسطورة” التي لا تزال قائمة حتى اليوم تقديم صورة إنسانية خلف الصوت الخالد
الفيلم لا يعيد إنتاج الماضي، بل يحاول تحديثه وإعادة عرضه بشجاعة سينمائية.
موعد العرض السينمائي.
سيصل الفيلم رسميًا إلى دور العرض في 10 ديسمبر 2025، ويتوقع أن يحقق زخمًا كبيرًا نظرًا لحجم الأسماء المشاركة وأهمية الشخصية التي يتناولها.
خاتمة:
«الست» ليس مجرد فيلم عن أم كلثوم… إنه فيلم عن الصوت الذي بقي رغم تغيّر العالم.
عن امرأة بنت مجدًا دون أن ترفع صوتها إلا في الغناء.
وعن جيل سينمائي جديد يعيد تقديم الإرث الفني بطريقة أكثر إنسانية وعمقًا.
هذا الفيلم سيكون بلا شك من أهم أحداث 2025، ليس لأنه يستحضر الماضي، بل لأنه يعيد طرحه بأسلوب لا يشبه أحدًا.
