في لحظة طال انتظارها في دولة الإمارات والمنطقة بأكملها، فتح متحف زايد الوطني أبوابه رسميًا في الثالث من ديسمبر، إيذانًا ببداية فصل جديد في سرد الحكاية الوطنية.
يقف المتحف شامخًا على جزيرة السعديات، بتصميم معماري فريد من الهياكل الفولاذية الشاهقة التي تحاكي أجنحة الصقر — في تحية بصرية لشغف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهذا الرمز، وللقيم التي حملها طوال حياته.
كان الافتتاح حدثًا ثقافيًا بامتياز، جمع قيادات الدولة ورواد الفكر والمبدعين من حول العالم، الذين شهدوا الكشف عن مساحة مكرّسة لصون إرث القائد المؤسس، واستحضار قيمه ورؤيته تجاه الإنسان، الأرض، والهوية.
رحلة داخل التاريخ الإماراتي.
في الداخل، تتوالى صالات العرض كما لو أنها مسارات زمنية متتابعة.
صور نادرة، مقتنيات شخصية للشيخ زايد، ووثائق تاريخية دقيقة الترتيب، ترسم مسيرة الإمارات من بداياتها الأولى وحتى تحوّلها إلى مركز عالمي متصل بالعالم.
تجارب تفاعلية حديثة تُعيد تقديم رؤى الشيخ زايد حول البيئة، التعليم، الدبلوماسية الثقافية، وقيم الاتحاد — محاور لا تزال تشكل جوهر الشخصية الإماراتية اليوم.
عمارة تتنفس وتروي قصة.
مبنى المتحف نفسه يُعد جزءًا من التجربة.
من تصميم Foster + Partners، تتخذ هياكله شكل الأجنحة التي تعمل أيضًا كمداخن حرارية طبيعية تسحب الهواء البارد عبر المبنى، في تزاوج ذكي بين الابتكار والاستدامة.
جزيرة السعديات… تتحوّل إلى العاصمة الثقافية الجديدة.
يمثّل الافتتاح إضافة استراتيجية لمنطقة السعديات الثقافية التي تسير بسرعة نحو التحوّل إلى واحدة من أهم الوجهات الفنية عالميًا، خاصة مع وجود لوفر أبوظبي ومؤسسات ثقافية أخرى تسهم في خلق فضاء للحوار والتعليم والتواصل بين الثقافات.
متحف زايد… إرث يعود إلى المستقبل
المتحف الآن مفتوح لجمهور محلي وعالمي، ليستقبل الزوار الذين لا يبحثون فقط عن معرفة التاريخ، بل عن ملامسة روح المبادئ التي بنت دولة.
هذا المشروع ليس مجرد معلم عمراني؛
إنه منصة تعكس صوت الإمارات وتستمر في حمله نحو المستقبل — نحو رؤية تُكرّم الماضي، وتحتفي بالحاضر، وتشكّل ملامح الغد.









